بعد أعوام من الغياب.. استقبال حافل لأسرى حرب أوكرانيين
بعد أعوام من الغياب.. استقبال حافل لأسرى حرب أوكرانيين
بدأت عملية عودة عشرات الجنود الأوكرانيين إلى أحضان أسرهم يوم الجمعة، في مشهد مؤثر أعقب المرحلة الأولى من أكبر عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ بدء الغزو في فبراير 2022.
تمكن كونستانتين ستيبليف (31 عامًا) من التحدث إلى والدته لأول مرة منذ ثلاث سنوات، فور وصوله إلى مستشفى محلي في تشرنيهيف، بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى وفق فرانس برس.
قال ستيبليف وهو يتصل بوالدته عبر الهاتف: "مرحبًا أمي، كيف حالك؟"، مضيفًا للصحفيين: "مشاعري لا توصف.. إنه جنون، جنون كامل".
دموع لا تتوقف
استقبل مئات المواطنين الحافلات التي أقلّت المحررين، وسط دموع، وهتافات، وأغانٍ وطنية، وتوجه الأسرى مباشرة إلى فحوص طبية، وقد بدت على معظمهم ملامح الإرهاق والنحول.
في الخارج، واصلت أولينا احتضان زوجها أولكسندر (45 عامًا)، الذي لم تره منذ 22 شهرًا، قال وهو يبتسم: "أريد فقط تناول الطعام وقضاء وقت مع عائلتي، هذا كل ما أحلم به".

تبادل غير مسبوق
بدأت العملية، التي وُصفت بأنها أكبر تبادل للأسرى بين البلدين، الجمعة، وشملت في مرحلتها الأولى تبادل 390 شخصًا من كل طرف (270 عسكريًا و120 مدنيًا)، واستُكملت السبت بتبادل 307 أسرى إضافيين من كل جانب، على أن تُختتم الأحد.
وجاء التبادل بعد محادثات مباشرة جرت بين موسكو وكييف في إسطنبول في 16 مايو، من دون أن تفضي إلى هدنة، وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الصفقة، داعيًا إلى استثمارها كونها فرصة لإنهاء الحرب.
انتظار وأمل
في ساحة المستشفى، رفعت أسر ضحايا الحرب صور أبنائها الجنود الذين لا يزالون في الأسر، على أمل أن يكون أحدهم قد رأى أحباءهم، فيما غادرت بعض الأمهات باكيات بعدما لم يعثرن على أبنائهن بين المحررين.
إيليا، التي أُفرج عن زوجها أخيرًا، عبّرت عن سعادتها قائلة: "قلبي كاد ينفجر حين رأيته. انتظرت هذه اللحظة طويلاً"، ورغم سعادتها، قالت إن زوجها بحاجة إلى وقت طويل للتعافي من أثر الأسر.
وأضافت: "عيناه فارغتان، لكنني أعلم أنهم لم يكسروه".
وتبادلت روسيا وأوكرانيا منذ بدء الحرب مئات الأسرى عبر صفقات متفرقة، لكن هذه المبادرة الأخيرة، التي يُتوقع أن تشمل 1000 أسير من كل طرف، تُعدّ نقطة تحول نادرة في مسار النزاع الدامي.
ويتهم مسؤولون أوكرانيون الجانب الروسي بارتكاب انتهاكات واسعة ضد الأسرى، بما في ذلك التعذيب، والتجويع، والعزل الطويل، فيما تواصل منظمات دولية توثيق شهادات الأسرى السابقين ودعواتهم لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات.